رسائل لن تصلها 4

حبيبتي ...وأنا أقرأ الفصل الأخير من قصة هجرك تعثرت نظراتي على حافة
السطور...فقد كنت مجبرا على أن أقطر دمعات في مفترق لمنعطفات حبك كي ارجع مرة ثانية ولا أضيع الطريق إلى ينبوع أحزاني.
تمكنت بعد أن أخذت نفسا عميقا أن أواصل السير ولو بخطوات متلعثمة كانت عيناي تقودني فيها إلى حيث الوديان السحيقة ..هناك لأزرع لك قمح القربان الأخير..ولماذا الأخير؟؟؟
لا أعتقد أنني سأتوقف عن احترافي للألم ..فبعد كل هذه الرحلة السادية هل سأقلع عن دخان حبك الذي يملأ رئتي أو عن شرب نظراتك في فنجان تمسكينه بطرف أناملك ولربما يهوي فيكسر آخر أحلامي وضحكاتي.
أيتها الرائعة..أنت استثناء لكل حقيقة لأنك لايمكن أن تتكرري في كل زمن..لربما هناك واحدة مثلك كل قرن،تكون إلها للحب ..والحرب في آن واحد،يقدم لها العشاق قرابينهم ويتقاتلون في ما بينهم والكل يعرف انك الرابحة الوحيدة في تلك المعارك.
هل عرفت الآن لماذا أحبك؟!! بكل ذلك الغضب الذي يدخره وطني منذ الأزل،وبعدد تلك المصائب التي مرت عليه،وبسحر تلك الضحكات الطفولية التي لاتعرف إلا الفرح فتبتسم حين يبتسم لها الكبار بدون سبب..وقد يكونون يضحكون عليهم لا لهم..احبك لأنك لست نبية ولأننا نصدق رسالتك ونحن نعلم ذلك جيدا .
أحببت جنتك الوهمية..وجحيمك اللاهب..وقامتك المدججة بالأسلحة،يارمزا للتسلط في زمن نحتاج فيه إلى السياط.
فكرت في أن ارتدي ثياب الشهداء واركب في قافلة توصلني إليك أو أموت وأحصل على شرف المحاولة..ولكن لاجدوى ..أن أرتدي قناعا لأخفي ملامح الحزن..أو البس قفازا لأغيب ارتعاشات أصابعي..لكن ضربات قلبي ماذا سأرتدي لها ؟؟؟؟
لك مني أحلى سلام...