هدايا مزعجة ..!

اسيل علي كتب:

لعدد كبير من الصديقات

سامحنني ،
لست وفية بما فيه الكفاية ..!
اجل وكل عيوب الدنيا فيّ ..!
اجل وكل همومها ايضا ..!



كل ما أعرفه..أني ذات موت..كتبت عن موت بلاحدود


كيف تسنى لقارب الموت أن يقترب من شاطئي.. وأنا ما زلت أصنع الصباح كل ليلة ..ما زالت نوارسي تحلق في أفق.. استمد رحابته من عمق السوادفي عينيك..كيف للغربان أن تنعق على شرفتي بينما بلابلي لا تكف .. تحيك المئزر الأزلي الذي وعدتك به ذات لقاء ..والخيط السحري المتهم بلون الشفق.. لا يستقيم إلا لمنقارها العاجي..كيف للأنين أن يحتل صوتي هذه اللية وقد كتبتك قصيدة غزلية.. تستنتهض الحرف من الضوء المنكسر على اعتاب الشفاه؟.. ما زال للموت أكبر النصيب في هذه الحياة.. يبدو وكما أخبرتني طفلة في مساء ضحل..أن يا ابتي..أهم ما في الحياة ..هو الموت.


وتتالت الجرعات..حتى استحال حياة..فكانت أيضاً بلا حدود


علمتني تلك العجوز, كيف يكون القدوم, كيف يكون التفكر في معجزة الحياة والموت ،,علمتني,كيف أصنع من العجز قوة تراود الجبال عن شموخها..تحتل نصف العالم..وتغرس الياسمين في الاّخر..علمتني, كيف يمكن لِمُقعدة,أن تهز الأرض وتسحق جميع شياطين المعبد..حين تمسح بكفين خشنتين..تدججتا بالشقوق..دمعة سرحت على خد طفلة,تصحرت السهول على وجهها ..علمتني, كيف يمكن لساقين هرمتين..متعَبتين..مستلقيتين على فراش عتيق..رطب..هائمتين في سكون أزلي, أن تكونا وسادتين ناعمتين لثمانية رؤوس صغيرة ..أتعبها اليتم..وأضنتها مسيرة الفقر والجوع,تحت لحاف واحد..علمتني, كيف تكون البداية, وكيف أمتلك العالم بأسره في لحظة, وأطلقه في ابتسامة رحيمة..على وجه طفل..وفي لحظة أخيرة..علمتني كيف يكون الرحيل.

ـــــــــــــــــــ
من موت هناك ..وحياة هنا..كانت رسائل أشبه بالأفق الممتد ما بين سطحين غير متلائمين..هذا ما بدا لي للوهلة الأولى..لكنها الحياة..تولد من رحم الموت..
أسيل علي..افتقدناكِ كثيراً